•° عن عدن °•

أشعار

" عدن الهـوى"
د. أحمد علي الهمداني


عدن الهوى ، لا أستطيب سواها .. أجريت نهر الحب في مجراها
غنيت أسباب الهوى في بحرها .. كم قد شجاني ، في المنى ، وشجاها
قضيت أحلام الصبا في مهدها.. فتلقفتني سوحها ورباها
ونحتُّ من قمم الجبال قصائدي .. طهراً تعيد الحُبَّ في مثواها
صلّيتُ في محرابها متعبداً .. لا أشتهي طول المدى إلاَّها
أستلهم العشق الجميل على الجوى .. وأعيد في سمع الوجود صداها
وحملتها في خاطري أغنيةً .. هامت تقبل في الخلود ثراها
ذوبت أشجان الصبابةِ والهوى .. في ذكرها ، والعشق في مغناها
هي كعبةُ الدنيا وأحلامُ المنى .. هام الفؤاد بسحرها ورعاها
اليوم قامت من لظى عثراتها .. كي تستعيد صروحها وبناها


°• °• °• °• °• °• °• °•

" عدن بـقلـبـي "

للشاعر العراقي / عبد الصاحب مهدي علي



عدنٌ بقلبي أرضها وسماها .. وجبالها ، وبحارها ، ورباها
والموج إذ يصحو على شطآنها .. فيسيل شهداً ، لا ندىً ومياها
ويلامس الخلجان لمسة عاشقٍ .. وَلِهٍ ، يقَّبلُ وجنةً وشفاها
والساحل الذهبي ، إذ يزهو بها .. وبه تألف جيدها وتباهى
والطيبون المفعمون بشاشةً .. من أهل عدنٍ ، شيخها وفتاها
الزارعون الحب في حدقاتهم .. فترى صفاء الودّ ، حين تراها
الباسطون ، كما السواحل أذرعاً .. عند اللقاء ، فيالطيب لقاها
من لي بعَدنٍ ، فالبعادُ أضرَّ بي .. والروح داعٍ للوصال دعاها
من لي بصحبٍ لا أملُّ حديثهم .. ومجالس نشوى يضوع شذاها
ليت الزمان يعود عودة منعمٍ .. فأرى بعدنٍ صبحها ومساها


°• °• °• °• °• °• °• °•

"عدن هواها قد تملَّك مهجتي"
للشاعر مبارك حسن الخليفة


عدنٌ توشَّحَ بالغرام فتاها .. وبحبه بين الحسان تباهى
في الساحل المسحور سطَّر عشقهُ .. حيُّ الرشيد يشي بيوم لقاها
الرمل يحلم ، إذ همستُ حروفها .. والموج يرقص ، إذ ذكرتُ هواها
عدنٌ هواها قد تملَّك مهجتي .. إني عشقت ربوعها وسماها
والناس والقمر المنير وبحرها .. وجبالها الشمَّا وطيب ثراها
بالحب أسعدت الفؤاد ، وها أنا .. بالحب قد نلت المنى ورضاها
بالحب ذلَّلت الصعاب ، ولم أعش .. إلا محباً عشاقاً تيَّاها
وشوشت للخرطوم ذوب مشاعري .. فانساب في الخرطوم بوحُ شذاها
وحكيتُ للنيل الحبيب صبابتي .. فسمعتُ في الشطين لحن نداها
النيل عوَّذنا وبارك حبنا .. ودعا فؤادي للهوى ، ودعاها


°• °•°• °• °• °• °• °•



"إلــيــك يا عدن"
للشاعر لطفي جعفر أمان


زفي إليَّ شذا هواك العاطر .. هاجت بي الذكرى بوجد ثائرِ
أبداً يحركني الحنين ، فأنثني .. كالكأس في كف النديم الساكر
يا من جعلت لها فؤادي معبداً .. لجمالها المرح البريء الناظر
لك لوعة ما تستفيق وعبرة .. حرى وشجو ثائر بمشاعري
أشكو إليك جوى الفؤاد وأنحني .. حزناً وأضرع للزمان الجائر
وسُررتُ من حُرق السقام لأنها .. ضرمت كتقبيل الشفاه الساعر
يا من نظمت لها قصيدي باكياً .. أروي لها وجدي بدمع فاتر
البين أقصاني وقرَّب لي المنى .. فكأنه آمال قلبٍ حائر
حلم يداعبني ببسمتك التي .. يغري سناها كالملاك الطاهر
فأفيق من سكراته متعثراً .. وإذا بطيفك يختفي عن ناظري
أواه كم أشكو النوى وتهيجني .. ذكرى زمان في ربوعك عاطر
نلهو على "حقات" يدفعنا الصبا .. والحب في أحلام ليلٍ ساهر
ونطوف في "صيره" وننشر كلما .. هاج الهوى فينا جناحي طائر
تهدي لنا الأمواج أرخم نبرةٍ .. رقصت لها روح الحزين الحاسر
وكأنما النسمات في مسرى الهوى .. خفقات مشتاق وهمسة ذاكر
عهد كأحلام العذارى أينعت .. فيه زهور مباهج وبشائر
عهد كأشجان الحزين يذيبها ..فيض من الأمل السنيِّ الغامر
عهد مضى ما بين كأسٍ مشرقٍ .. ورنين أوتارٍ ونفح أزاهر
بالله يا أيام ذياك الهوى .. عودي إلي بعهد ماضٍ زاهر
لم تشجني الورق الصوادح في الضُّحى .. ويشوقني في الليل سجع مزاهر
ويمر طيفك في خيالي باسماً .. فيهزُّ قلبي كل طيفٍ عابر
ويزورني الخلُّ الحبيب فإن صحا .. قلبي تلفّت عن حبيبٍ زائر
هذي صبابة خافق أورى به .. حزني وليس لخافقي من جائر
فابقي على حبي فسوف تضمنا .. يوم المنى أيدي الزمان الدائر
وأجدد الذكرى وأُحيي كل ما .. رقصت له روحي ورفرف خاطري
ويميل قلبي نحو كل مليحةٍ .. عذراء يلقاها لقاء الظافر
وأزف للسودان نغمة عاشقٍ .. وإلى روابي النيل لوعة شاعر


°• °• °• °• °• °• °• °•



"قـبل السـفـر"
للشاعر علي محمد لقمان


وداعاً حين لا أرضى الوداعا .. ولا أهوى عن الوطن انقطاعا
ولا أشتاق في الأوطان داراً .. سوى عدنٍ ولا أرجو متاعا
ولم أر كالنوى في القلب سهماً .. ولا مثل الوداع عليّ ساعا
أرى في نظرة التوديع عمراً .. وألمح فيه أعواماً تباعاً
وليس العمر إلا ذكريات .. غوالي لم تكن إلا رباعا
رأيت النور في عدن حبيباً .. فكيف يجوز أن أنسى الشعاعا
نشأت فلم أجد في الأرض ظلاً .. سواها وارفاً غمر البقاعا
فلي في "العيدروس" أخو ودادٍ .. صفا نفساً فهمت به طباعا
وبين بني "القطيع" أخٌ وخِدنٌ .. أحب به "القطيع" هنا "قطاعا"
وكم لي في "الحسيني" من صديقٍ .. وفيٍّ فأبى الخيانة والخداعا
ألفت بكل زاوية عزيزاً .. جواداً حين أدعوه شجاعا
وليس يهون عندي ذو جميلٍ .. زكي مثل عطر العود ضاعا
تفوح يد المروءة في حياتي .. ثناء شاعراً غردا صناعا
وكم هانت متاعب في زمانٍ .. سوى كرمٍ شكا فينا الضياعا
حفظت لكل ذي فضلٍ سخاء .. وصغت لفضله الأدب المذاعا
ولم أحمل على الحساد حقداً .. ولم أرضَ العداوة والنزاعا
فقد يرضى بك الغاوي لئيماً .. وقد يسعى بك الغاوي انتفاعاً

°• °• °• °• °• °• °• °•